قال نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، عن شعبة قال: انظر ما يقرأ به أبو عمرو مما يختاره فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذا.
قال إبراهيم الحربي وغيره: كان أبو عمرو من أهل السنة.
قال اليزيدي وآخر: تكلم عمرو بن عبيد في الوعيد سنة، فقال أبو عمرو: إنك لألكن الفهم، إذ صيرت الوعيد الذي في أعظم شيء مثله في أصغر شيء، فاعلم أن النهي عن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى الله عنهما لتتم حجته على خلقه، ولئلا يعدل عن أمره. ووراء وعيده عفوه وكرمه ثم أنشد:
ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي
ولا أختتي من صولة المتهدد
وإني وإن أوعدته ووعدته
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فقال عمرو بن عبيد: صدقت. إن العرب تتمدح بالوفاء بالوعد والوعيد، وقد يمتدح بهما المرء. تسمع إلى قولهم؟!.
لا يخلف الوعد والوعيد ولا
يبيت من ثأره على فوت
فقد وافق هذا قوله تعالى: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم.
قال أبو عمرو: قد وافق الأول أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحديث يفسر القرآن.
قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته. وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.
قال الأصمعي: سألت أبا عمرو: ما اسمك؟ قال: زبان وروي عن الأصمعي أيضا قال: لا اسم لأبي عمرو. وأما يحيى اليزيدي، فعنه أن اسم أبي عمرو العريان. ورواية أخرى عنه أن اسمه: يحيى. قال الأصمعي: سمعته يقول: كنت رأسا والحسن حي.
أبو حاتم، عن أبي عبيدة: قال أبو عمرو بن العلاء: أنا زدت هذا البيت في قصيدة الأعشى، وأستغفر الله منه:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت