قال الحافظ بن عدي: كان مولاه يزيد قد خيره بين الحرية، وكتابة الحديث، فاختار كتابة الحديث. وفوض إليه مولاه التجارة، فجاءه سائل، فقال: أعطني درهمين، فإني أنفعك، فأعطاه، فدار السائل على رؤساء البصرة، وقال: بكروا على يزيد بن عطاء، فإنه قد أعتق أبا عوانة. قال: فاجتمعوا إلى يزيد وهنئوه، فأنف من أن ينكر ذلك، فأعتقه حقيقة.
وروى أبو عمر الضرير، عن أبي عوانة، قال: دخلت على همام بن يحيى وهو مريض أعوده، فقال لي: يا أبا عوانة، ادع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار. فقلت: إن الأجل قد فرغ منه، فقال لي: أنت بعد في ضلالك.
قلت: بئس المقال هذا، بل كل شيء بقدر سابق، ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه، فإن الدعاء بطول البقاء قد صح. دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس بطول العمر والله يمحو ما يشاء ويثبت. فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من جور وعسف، ولا يرد القضاء إلا الدعاء والكتاب الأول، فلا يتغير.
قال محمد بن غالب تمتام: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب.
وروى عباس الدوري، عن يحيى قال: كان أبو عوانة أميا يستعين بمن يكتب له.
قال حجاج الأعور: قال لي شعبة: الزم أبا عوانة.
وقال جعفر بن أبي عثمان: سئل يحيى بن معين: من لأهل البصرة مثل زائدة؟ يعني في الكوفة. فقال: أبو عوانة. قال: وزهير كوهيب.
قال عبد الرحمن بن مهدي: أبو عوانة، وهشام الدستوائي كسعيد بن أبي عروبة، وهمام.
وقال يحيى القطان: أبو عوانة من كتابه أحب إلي من شعبة من حفظه.
وروى حنبل، عن ابن المديني، قال: كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا، ذهب كتابه، وكان يتحفظ من سعيد، وقد أغرب فيها أحاديث.
قال يعقوب السدوسي: الحافظ أبو عوانة هو أثبتهم في مغيرة، وهو في قتادة ليس بذاك.