وقال عبيد الله بن موسى العبسي: قال شعبة لأبي عوانة: كتابك صالح، وحفظك لا يسوى شيئا، مع من طلبت الحديث؟ قال: مع منذر الصيرفي. قال: منذر صنع بك هذا.
قلت: استقر الحال على أن أبا عوانة ثقة. وما قلنا: إنه كحماد بن زيد، بل هو أحب إليهم من إسرائيل، وحماد بن سلمة، وهو أوثق من فليح بن سليمان، وله أوهام تجانب إخراجها الشيخان.
مات في ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة بالبصرة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السلام، أخبرنا محمد بن عمر، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو الفضل الزهري، حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي موسى: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب، وطعمها طيب. . . وذكر الحديث. وقد سقته في أخبار قتادة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، بنابلس، ويوسف بن أحمد بن غالية بدمشق، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن أحمد، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا العباس بن الوليد النرسي، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تزالون تسألون حتى يقال لكم: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ قال أبو هريرة: إني لجالس يوما، إذ قال لي رجل: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ فجعلت أصبعي، في أذني، ثم صرخت: صدق الله ورسوله: الله الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. هذا حديث حسن غريب.