للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعمش، عن شقيق، قال: كنا مع حذيفة جلوسا، فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد فقال: أحدهما منافق، ثم قال: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله.

قلت: ما أدري ما وجه هذا القول، سمعه عبد الله بن نمير منه، ثم يقول الأعمش: حدثناهم بغضب أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم- فاتخذوه دينا.

قال عبد الله بن إدريس: كان الأعمش به ديانة من خشيته.

قلت: رمي الأعمش بيسير تشيع فما أدري.

ولا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى - رضي الله عنه - لكونه ما قاتل مع علي، ثم لما حكمه علي على نفسه عزله وعزل معاوية، وأشار بابن عمر، فما انتظم من ذلك حال.

قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا عيسى بن علقمة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: قلت لعلي يوم الحكمين: لا تحكم الأشعري ; فإن معه رجلا حذرا مرسا قارحا. فلزني إلى جنبه، فلا يحل عقدة إلا عقدتها، ولا يعقد عقدة إلا حللتها. قال: يا ابن عباس، ما أصنع؟ إنما أوتى من أصحابي، قد ضعفت نيتهم، وكلوا. هذا الأشعث يقول: لا يكون فيها مضريان أبدا، حتى يكون أحدهما يمان. قال ابن عباس: فعذرته، وعرفت أنه مضطهد.

وعن عكرمة، قال: حكم معاوية عمرا، فقال الأحنف لعلي: حكم ابن عباس، فإنه رجل مجرب. قال: أفعل. فأبت اليمانية، وقالوا: حتى يكون منا رجل. فجاء ابن عباس إلى علي، فقال: علام تحكم أبا موسى، لقد عرفت رأيه فينا، فوالله ما نصرنا ; وهو يرجو ما نحن فيه ; فتدخله الآن في معاقد أمرنا، مع أنه ليس بصاحب ذلك فإذا أبيت أن تجعلني مع عمرو، فاجعل الأحنف بن قيس ; فإنه مجرب من العرب، وهو قرن لعمرو. فقال: نعم. فأبت اليمانية أيضا. فلما غلب، جعل أبا موسى.

قال أبو صالح السمان: قال علي: يا أبا موسى، احكم ولو على حز عنقي.