وقال ثابت، عن أنس: قدمنا البصرة مع أبي موسى، فقام من الليل يتهجد، فلما أصبح، قيل له: أصلح الله الأمير! لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك. فقال: لو علمت لزينت كتاب الله بصوتي، ولحبرته تحبيرا.
قال أبو عثمان النهدي: ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري ; إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة، من حسن صوته.
هشام بن حسان، عن واصل مولى أبي عيينة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: غزونا في البحر، فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر، سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم. فقمت، فنظرت يمينا وشمالا، فلم أر شيئا. حتى نادى سبع مرار. فقلت: ألا ترى في أي مكان نحن، إنا لا نستطيع أن نقف. فقال: ألا أخبرك بقضاء قضى الله على نفسه: إنه من عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة. قال: وكان أبو موسى لا تكاد تلقاه في يوم حار إلا صائما.
ورواه ابن المبارك في " الزهد ": حدثنا حماد بن سلمة، عن واصل.
الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: خرجنا مع أبي موسى في غزاة، فجننا الليل في بستان خرب ; فقام أبو موسى يصلي، وقرأ قراءة حسنة، وقال: اللهم، أنت المؤمن تحب المؤمن، وأنت المهيمن تحب المهيمن، وأنت السلام تحب السلام.
وروى صالح بن موسى الطلحي، عن أبيه، قال: اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت ورفقت بنفسك؟ قال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما عندها ; والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يتكشف.