قال صالح بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: وكيع وعبد الرحمن ويزيد بن هارون، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟ قال: يجيء حديثه على النصف من هؤلاء، إلا أنه كيس يتحرى الصدق، قلت: فأبو نعيم أثبت أو وكيع؟ فقال: أبو نعيم أقل خطأ.
وقال حنبل، عن أبي عبد الله قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال، ووكيع أفقه.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد يقول: أبو نعيم أثبت من وكيع.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث.
أخبرنا أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا مات أبو نعيم صار كتابه إماما، إذا اختلف الناس في شيء، فزعوا إليه.
قال أبو زرعة الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا أثبت من رجلين، أبي نعيم وعفان.
قال أبو زرعة: وسمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم.
قال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان.
وقال أبو حاتم: كان حافظا متقنا، لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري، وكان أبو نعيم يحفظ حديث الثوري حفظا جيدا -يعني الذي عنده عنه- قال: وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث، ويحفظ حديث مسعر، وهو خمسمائة حديث، وكان لا يلقن.
قال أحمد بن منصور الرمادي: خرجت مع أحمد ويحيى إلى عبد الرزاق خادما لهما، قال: فلما عدنا إلى الكوفة، قال يحيى بن معين: أريد أن أختبر أبا نعيم، فقال أحمد: لا ترد، فالرجل ثقة.