وساق آباءه إلى زهرة، فقال: أوه قوم نعارون في الفتن، قال: وكان مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير، ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته عن سعيد، فقال: كيف سعيد، وكيف حاله؟ فأخبرته، ثم قلت: وأخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فسأل عنه، ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر. فالتفت إلى قبيصة فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق، فقلت: لا أجده أخلى منه الساعة، ولعلي لا أدخل بعدها. فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي، وأن يفرض لي فعل، قال: إيها الآن انهض لشأنك، فخرجت والله مؤيسا من كل شيء خرجت له، وأنا يومئذ مقل مرمل، ثم خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي، وقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري؟ قلت: ظننت والله أني لا أعود إليه، قال: ائتني في المنزل، فمشيت خلف دابته، والناس يكلمونه، حتى دخل منزله فقلما لبث حتى خرج إلي خادم بمائة دينار، وأمر لي ببغلة وغلام وعشرة أثواب، ثم غدوت إليه من الغد على البغلة، ثم أدخلني على أمير المؤمنين، وقال: إياك أن تكلمه بشيء وأنا أكفيك أمره. قال: فسلمت، فأومأ إلي أن اجلس، ثم جعل يسألني عن أنساب قريش، فلهو كان أعلم بها مني، وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في النسب، ثم قال لي: قد فرضت لك فرائض أهل بيتك، ثم أمر قبيصة أن يكتب ذلك في الديوان، ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك مع أمير المؤمنين هاهنا أم في بلدك؟