قلت: يا أمير المؤمنين أنا معك. ثم خرج قبيصة، فقال: إن أمير المؤمنين أمر أن تثبت في صحابته، وأن يجري عليك رزق الصحابة، وأن يرفع فريضتك إلى أرفع منها، فالزم باب أمير المؤمنين، وكان على عرض الصحابة رجل، فتخلفت يوما أو يومين، فجبهني جبها شديدا، فلم أتخلف بعدها، قال: وجعل يسألني عبد الملك: من لقيت؟ فأذكر من لقيت من قريش، قال: أين أنت عن الأنصار، فإنك واجد عندهم علما، أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد، وسمى رجالا منهم.
قال: فقدمت المدينة فسألتهم، وسمعت منهم. قال: وتوفي عبد الملك، فلزمت ابنه الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري، وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا. قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك، وصير هشام الزهري مع أولاده، يعلمهم ويحج معهم ابن وهب: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، قال: رأيته رجلا قصيرا قليل اللحية، له شعيرات طوال خفيف العارضين، يعني: الزهري. معن بن عيسى، عن ابن أخي الزهري، قال: جمع عمي القرآن في ثمانين ليلة.