فقلت له: تصوم الاثنين والخميس في السفر، وقد كبرت وضعفت، أو رققت! فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين والخميس، وقال: إن أعمال الناس تعرض يوم الاثنين والخميس.
يونس بن بكير: حدثنا ابن إسحاق، عن بن ابن أسامة بن زيد، عن جده أسامة، قال: كنت أصوم شهرا من السنة، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: أين أنت عن شوال.
فكان أسامة إذا أفطر، أصبح الغد صائما من شوال، حتى يتم على آخره.
ابن أبي الدنيا: أخبرنا عمرو بن بكير، عن أبي عبد الرحمن الطائي، قال: قدم أسامة على معاوية، فأجلسه معه، وألطفه، فمد رجله. فقال معاوية: يرحم الله أم أيمن، كأني أنظر إلى ظنبوب ساقها بمكة، كأنه ظنبوب نعامة خرجاء. فقال: فعل الله بك يا معاوية، هي - والله- خير منك! قال: يقول معاوية: اللهم غفرا.
الظنبوب: هو العظم الظاهر. والخرجاء: فيها بياض وسواد.
له في " مسند " بقي مائة وثمانية عشر حديثا، منها في البخاري ومسلم خمسة عشر. وفي البخاري حديث. وفي مسلم حديثان.
قال الزهري: مات أسامة بالجرف.
وعن المقبري، قال: شهدت جنازة أسامة، فقال ابن عمر: عجلوا بحب رسول الله قبل أن تطلع الشمس.