معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة: أنها كانت تحت عبيد الله، وأن رسول الله تزوجها بالحبشة، زوجها إياه النجاشي، ومهرها أربعة آلاف درهم؛ وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، وجهازها كله من عند النجاشي.
ابن لهيعة، عن الأسود، عن عروة، قال: أنكحه إياها بالحبشة عثمان.
ابن سعد: أخبرنا الواقدي: أخبرنا عبد الله بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، قال: قالت أم حبيبة: رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورة وأشوهها؛ ففزعت وقلت: تغيرت والله حاله! فإذا هو يقول حيث أصبح: إني نظرت في الدين، فلم أر دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد، وقد رجعت، فأخبرته بالرؤيا، فلم يحفل بها؛ وأكب على الخمر، قالت: فأريت قائلا يقول: يا أم المؤمنين، ففزعت؛ فأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني. وذكرت القصة بطولها، وهي منكرة. حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال: نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
إسناده صالح، وسياق الآيات دال عليه.
وقيل: إن أم حبيبة لما جاء أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليؤكد عقد الهدنة، دخل عليها، فمنعته أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمكان الشرك.
وأما ما ورد من طلب أبي سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بأم حبيبة، فما صح. ولكن الحديث في مسلم. وحمله الشارحون على التماس تجديد العقد.
وقيل: بل طلب منه أن يزوجه بابنته الأخرى، واسمها عزة فوهم راوي الحديث، وقال: أم حبيبة.
وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة، ولا سيما في دولة أخيها؛ ولمكانه منها قيل له: خال المؤمنين.
قال الواقدي، وأبو عبيد، والفسوي: ماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين وقال المفضل الغلابي: سنة اثنتين وأربعين.