للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن سعد: أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي: حدثنا عبد الواحد بن زياد: حدثنا عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجنة، ثم لم تزوج، إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي، ولا أتزوج بعدك. قال: أتطيعينني؟ قالت: نعم. قال: إذا مت تزوجي. اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يحزنها ولا يؤذيها، فلما مات، قلت: من خير من أبي سلمة؟ فما لبثت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها، أو ابنها، فقالت: أرد على رسول الله، أو أتقدم عليه بعيالي. ثم جاء الغد فخطب.

عفان: حدثنا حماد: حدثنا ثابت: حدثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه: أن أم سلمة لما انقضت عدتها، خطبها أبو بكر، فردته؛ ثم عمر، فردته، فبعث إليها رسول الله، فقالت: مرحبا، أخبر رسول الله أني غيرى، وأني مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا.

فبعث إليها: أما قولك: إني مصبية؛ فإن الله سيكفيك صبيانك. وأما قولك: إني غيرى، فسأدعو الله أن يذهب غيرتك، وأما الأولياء؛ فليس أحد منهم إلا سيرضى بي.

قالت: يا عمر، قم فزوج رسول الله.

وقال رسول الله: أما إني لا أنقصك مما أعطيت فلانة. . . الحديث.

عبد الله بن نمير: حدثنا أبو حيان التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: قالت أم سلمة: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني، وبيننا حجاب، فخطبني، فقلت: وما تريد إلي؟ ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي؛ إني امرأة قد أدبر من سني، وإني أم أيتام، وأنا شديدة الغيرة، وأنت يا رسول الله تجمع النساء.

قال: أما الغيرة، فيذهبها الله. وأما السن، فأنا أكبر منك. وأما أيتامك؛ فعلى الله وعلى رسوله، فأذنت، فتزوجني.