محمد بن طلحة بن مصرف: حدثني ميمون أبو حمزة الأعور، قال: قال لي إبراهيم: تكلمت، ولو وجدت بدا لم أتكلم، وإن زمانا أكون فيه فقيها لزمان سوء.
قال أبو حمزة الثمالي: كنت عند إبراهيم النخعي، فجاء رجل فقال: يا أبا عمران، إن الحسن البصري يقول: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. فقال رجل: هذا من قاتل على الدنيا، فأما قتال من بغى، فلا بأس به. فقال إبراهيم: هكذا قال أصحابنا عن ابن مسعود. فقالوا له: أين كنت يوم الزاوية؟ قال: في بيتي. قالوا: فأين كنت يوم الجماجم؟ قال: في بيتي. قالوا: فإن علقمة شهد صفين مع علي. فقال: بخ بخ، من لنا مثل علي بن أبي طالب ورجاله.
عن شعيب بن الحبحاب، قال: كنت فيمن دفن إبراهيم النخعي ليلا سابع سبعة أو تاسع تسعة. فقال الشعبي: أدفنتم صاحبكم؟ قلت: نعم. قال: أما إنه ما ترك أحدا أعلم منه، أو أفقه منه. قلت: ولا الحسن ولا ابن سيرين؟ قال: نعم، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز. وفي رواية: ولا من أهل الشام.
روى الترمذي من طريق شعبة عن الأعمش، قال: قلت لإبراهيم النخعي: أسند لي عن ابن مسعود. فقال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله بن مسعود، فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله.
في سن إبراهيم قولان: أحدهما عاش تسعا وأربعين سنة. الثاني أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة.