قال: لا حاجة لي فيه، أراد ضعيفا. فما زلت به حتى اكتراه بثلثين، فاشتريت من كرائي حاجتي، وتصدقت بالباقي، فقربت إليه الزاد، فبكى وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا؟ فغضبت، فقال: أتضمن لي أنا وفيناه. فأخذت الطعام فتصدقت به.
وبالإسناد عن بقية، قال: كنا مع إبراهيم في البحر، فهاجت ريح، واضطربت السفينة، وبكوا، فقلنا: يا أبا إسحاق! ما ترى؟ فقال: يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن، يا مجمل! قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك. فهدأت السفينة من ساعته.
ضمرة: سمعت ابن أدهم، قال: أخاف أن لا أؤجر في تركي أطايب الطعام ; لأني لا أشتهيه. وكان إذا جلس على طعام طيب، قدم إلى أصحابه، وقنع بالخبز والزيتون. محمد بن ميمون المكي: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قيل لإبراهيم بن أدهم: لو تزوجت؟ قال: لو أمكنني أن أطلق نفسي لفعلت. .
عن خلف بن تميم، قال: دخل إبراهيم الجبل، واشترى فأسا، فقطع حطبا، وباعه، واشترى ناطفا وقدمه إلى أصحابه، فأكلوا، فقال يباسطهم: كأنكم تأكلون في رهن.
عصام بن رواد بن الجراح: حدثنا أبي، قال: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم، فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى ما يكافئه، فنظر إلى سرجي، فقال: خذ ذاك السرج، فأخذه، فسررت حين نزل مالي بمنزلة ماله. .
قال علي بن بكار: كان إبراهيم من بني عجل كريم الحسب، وإذا حصد، ارتجز، وقال:
اتخذ الله صاحبا
ودع الناس جانبا
وكان يلبس فروا بلا قميص، وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم: إزار ورداء، ويصوم في الحضر والسفر، ولا ينام الليل، وكان يتفكر، ويقبض أصحابه أجرته، فلا يمسها بيده، ويقول: كلوا بها شهواتكم، وكان ينطر وكان يطحن بيد واحدة مدين من قمح