أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا أبو الفرج بن عبد السلام، أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وأبو غالب بن الداية، وأبو عبد الله الطرائفي، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا عبيد الله الزهري، أخبرنا جعفر الفريابي، حدثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا أبو معشر، عن سعيد - هو - المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. قال رجل: يا رسول الله، ذهبت اثنتان، وبقيت واحدة؟ قال: فإن عليه شعبة من نفاق ما بقي فيه منهن شيء هذا حديث حسن الإسناد. وأبو معشر نجيح السندي صدوق في نفسه، وما هو بالحجة. وأما المتن، فقد رواه جماعة عن أبي هريرة. وفيه دليل على أن النفاق يتبعض ويتشعب، كما أن الإيمان ذو شعب ويزيد وينقص، فالكامل الإيمان من اتصف بفعل الخيرات، وترك المنكرات وله قرب ماحية لذنوبه، كما قال تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى قوله: أولئك هم المؤمنون حقا وقال قد أفلح المؤمنون إلى قوله: أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ودون هؤلاء خلق من المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، ودونهم عصاة المسلمين، ففيهم إيمان ينجون به من خلود عذاب الله تعالى وبالشفاعة. ألا تسمع إلى الحديث المتواتر أنه يخرج من النار من في قلبه وزن ذرة من إيمان وكذلك شعب النفاق من الكذب والخيانة والفجور والغدر والرياء، وطلب العلم ليقال، وحب الرئاسة والمشيخة، وموادة الفجار والنصارى. فمن ارتكبها كلها، وكان في قلبه غل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو حرج من قضاياه، أو يصوم رمضان غير محتسب، أو يجوز أن دين النصارى أو اليهود دين مليح، ويميل إليهم.