فهذا لا ترتب في أنه كامل النفاق، وأنه في الدرك الأسفل من النار، وصفاته الممقوتة عديدة في الكتاب والسنة من قيامه إلى الصلاة كسلان، وأدائه الزكاة وهو كاره، وإن عامل الناس فبالمكر والخديعة، قد اتخذ إسلامه جنة، نعوذ بالله من النفاق، فقد خافه سادة الصحابة على نفوسهم.
فإن كان فيه شعبة من نفاق الأعمال، فله قسط من المقت حتى يدعها، ويتوب منها، أما من كان في قلبه شك من الإيمان بالله ورسوله، فهذا ليس بمسلم وهو من أصحاب النار، كما أن من في قلبه جزم بالإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه وبالمعاد، وإن اقتحم الكبائر، فإنه ليس بكافر.
قال تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن.
وهذه مسألة كبيرة جليلة، قد صنف فيها العلماء كتبا، وجمع فيها الإمام أبو العباس شيخنا مجلدا حافلا قد اختصرته. نسأل الله - تعالى - أن يحفظ علينا إيماننا حتى نوافيه به.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي، سمعت إسحاق بن راهويه يحدث عن عيسى بن يونس، قال: لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلانا وفلانا لفعل، يعني: يقول: عن راشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وضمرة. ثم قال عبد الله: ما روى أبي عن إسحاق سوى هذا.
قال موسى بن هارون: قلت لإسحاق: من أكبر أنت أو أحمد بن حنبل؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. ثم قال موسى: كان مولد إسحاق سنة ست وستين ومائة فيما يرى موسى.
قلت: قد قدمنا أن مولده قبل هذا بمدة، فموسى لم يحرر ذلك.
قال محمد بن رافع: قال لي إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
قال حاشد بن إسماعيل: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه، وصدقة بن الفضل، ويعمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بالمشرق. قلت: يعمر: هو ابن بشر.