قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: لم قيل لك: ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك ذلك؟ قال: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق مكة، فقالت المراوزة: راهويه ; لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا. وأما أنا، فلا أكرهه.
قال الحاكم: أخبرني الحسن بن خالد بن محمد الصائغ، حدثنا نصر بن زكريا، سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سألني يحيى بن معين، عن حديث الفضل بن موسى. . .، حديث ابن عباس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلحظ في الصلاة، ولا يلوي عنقه خلف ظهره.
قال: فحدثته به، فقال له رجل: يا أبا زكريا، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال: اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتشك فيه؟. وعن محمد بن يحيى الصفار، قال: لو كان الحسن البصري في الأحياء، لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وقال الحاكم: سمعت يحيى بن محمد العنبري، سمعت محمد بن أحمد بن بالويه، سمعت إسحاق يقول: دخلت على ابن طاهر، وإذا عنده إبراهيم بن أبي صالح فقال له: يا إبراهيم، ما تقول في غسيل الثياب؟ قال: فريضة، قال: من أين تقول؟ قال من قوله تعالى: وثيابك فطهر فكأن عبد الله بن طاهر استحسنه.
فقلت: أعز الله الأمير، كذب هذا، أخبرنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: وثيابك فطهر قال: قلبك فنقه.
وأخبرنا روح، حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة: وثيابك فطهر قال: عملك فأصلحه. ثم ذكر إسحاق قول ابن عباس:" من قال في القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار ". فقال ابن طاهر: يا إبراهيم، إياك أن تنطق في القرآن بغير علم.
قال قائل: ما دلت الآية على واحد من الأقوال المذكورة، بل هي نص في غسل النجاسة من الثوب، فنعوذ بالله من تحريف كتابه.