قال الحاكم: حدثنا أبو زكريا العنبري، حدثنا أحمد بن سلمة، سمعت إسحاق، يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: بلغني أنك شربت البلاذر للحفظ؟ قلت: ما هممت بذلك، ولكن أخبرني معتمر بن سليمان، قال: أخبرنا عثمان بن ساج، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خذ مثقالا من كندر، ومثقالا من سكر، فدقهما ثم اقتحمهما على الريق ; فإنه جيد للنسيان والبول. فدعا عبد الله بقرطاس فكتبه.
وسمعت العنبري، سمعت أبي، سمعت عبد الله بن محمد الفراء قال: دخلت على يحيى بن يحيى، فسألته عن إسحاق، فقال: ليوم من إسحاق أحب إلي من عمري.
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: رحم الله إسحاق، ما كان أفقهه وأعلمه.
قال داود بن الحسين البيهقي: سمعت إسحاق الحنظلي، وسئل عن الجماعة: أفريضة هي؟ قال: نعم. عبد الله بن الخوارزمي: سمعت إسحاق الحنظلي، يقول: أخرجت خراسان ثلاثة لا نظير لهم في البدعة والكذب: جهم، وعمر بن صبيح، ومقاتل. محمد بن صالح بن هانئ: سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني، يقول: كنت في مجلس إسحاق، فسأله سلمة بن شبيب عمن يحدث بالأجر؟ قال: لا تكتب عنه. أخبرنا حكام بن سلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: مكتوب في الكتب: علم مجانا كما علمت مجانا.
بخط أبي عمرو المستملي: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب، سمعت إسحاق بن إبراهيم، وسئل عن رجل ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقال: من ترك " ب "، أو " س " أو " م " منها، فصلاته فاسدة ; لأن الحمد سبع آيات.
وقال ابن المبارك: من تركها، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كتاب الله تعالى.
قال الحاكم: إسحاق بن راهويه إمام عصره في الحفظ والفتوى، سكن نيسابور، ومات بها. وقيل: إن أصله مروزي، خرج إلى العراق في سنة أربع وثمانين، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة.