وأما البحث الثاني فيتناول ما قيل من أقوال فقهية في حقيقة الأوراق النقدية من حيث اعتبارها أسنادا أو عروضا أو فلوسا أو بدلا عن ذهب أو فضة أو نقدا مستقلا وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية. كما استمعت هيئة كبار العلماء إلى آراء بعض المتخصصين في النقد والعلوم الاقتصادية.
وقد انتهت الهيئة بأكثريتها من ذلك إلى القول بأن الورق النقدي يعتبر نقدا قائما بذاته كقيام النقدية في الذهب والفضة وغيرهما من الأثمان. ويترتب على ذلك أحكام هامة انتهى إليها البحث وعلى سبيل المثال فإننا نذكر منها: -
١ - جريان الربا بنوعيه فيها كما يجري في الذهب والفضة وما يترتب على ذلك من أحكام.
٢ - وجوب زكاتها إذا بلغت قيمتها أدنى النصابين من ذهب أو فضة وكانت تكمل النصاب مع غيرها من الأثمان والعروض المعدة للتجارة إذا كانت مملوكة لأهل وجوبها.
* * *
إذ ننتهي من ذلك البحث القيم فإننا ننتقل لبحث كثر فيه الجدل وتناولته أجهزة الإعلام وتداوله الناس في مجالسهم. . عن حكم تمثيل الصحابة في شكل رواية أو مسرحية أو فيلم سينمائي. فيتعرض البحث لمكانة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويتحدث عن مشاهدة التمثيل. وحال محترفي التمثيل. وأغراض التمثيل والمؤلفات التاريخية كما يتعرض لفتاوي الشيخ رشيد رضا -رحمه الله-. وقرار رابطة العالم الإسلامي. وحكم اشتغال المرأة المسلمة بالتمثيل ثم تطرق إلى السؤال: هل يمكن تمثيل الأنبياء؟
كما ورد في البحث فتوى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عن حكم تمثيل الشخصيات الإسلامية.
وتبتدي أهمية البحث لما له من اتصال يومي عملي بمصالح ملايين المسلمين في مواجهة " الغزو الإعلامي المنظم للنفسية الإسلامية ". .
الأمر الذي دعا أحد الديبلوماسيين المصريين وكان قد شاهد بعض الأفلام المصرية في أندونيسيا إلى القول لقد " كان لتفاهتها أسوأ الأثر في نفوس الذين شاهدوها لدرجة اضطرت معها سفارتنا هناك إلى التدخل والنصح باتباع سياسة معينة في هذا الشأن ".
ويقول الأستاذ محمد علي ناصف (١) " إن بعض الأفلام الدينية التي رخصنا بصنعها ولا تزال تعرض حتى الآن لا يرغب أعداء المسلمين في أكثر من الحصول على حق توزيعها. . فقد نلنا من شخصية خالد بن الوليد في هذا الفيلم ما عجز عن نيله الروم والفرس. . .!! ".
بل لقد بلغ الأمر أن المخرج سيسيل دي ميل كان يبحث عن ممثل يسند إليه القيام بتسجيل " صوت الله " باللغة
(١) مجلة الأزهر المحرم ١٣٨٢ (قصص الأنبياء في السينما)