قال الدارقطني: كان ابن أبي ذئب صنف موطأ فلم يخرج. ابن أبي مريم: عن يحيى بن معين، قال: ابن أبي ذئب ثقة، وكل من روى عنه ابن أبي ذئب فثقة، إلا أبا جابر البياضي، وكل من روى عنه مالك ثقة، إلا عبد الكريم أبا أمية.
وقال يعقوب بن شيبة: أخذه عن الزهري، عرضا، والعرض عند جميع من أدركنا صحيح. وسمعت أحمد ويحيى يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله بن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي، فقال يحيى: المخرمي شيخ؟ وأيش عنده؟ وأطرى ابن أبي ذئب، وقدمه على المخرمي تقديما كثيرا متفاوتا، فذكرت هذا لعلي، فوافق يحيى، وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري، فقال: هي مقاربة، وهي عرض.
قال الواقدي: كان من أورع الناس، وأفضلهم وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا. أخبرني أخوه قال: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فقدم رجل، فجعل يسأله عن رجفة الشام فأقبل يحدثه ويستمع له، وكان ذلك اليوم إفطاره، فقلت له: قم تغد. قال: دعه اليوم، فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات.
وكان شديد الحال، وكان من رجال الناس صرامة، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث، وقال: لو طلب وأنا صغير كنت أدركت المشايخ، ففرطت فيهم، كنت أتهاون، وكان يحفظ حديثه ; لم يكن له كتاب.
قال حماد بن خالد: كان يشبه بابن المسيب، وما كان هو ومالك في موضع عند سلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي، ومالك ساكت.
قال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: ما حال ابن أبي ذئب في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
قلت: هو ثقة مرضي. وقد قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت عليا عنه، فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري. وسئل عنه أحمد فوثقه، ولم يرضه في الزهري.