للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: أما بديني فنعم. قال: فما تحتاج إلى زيادة فيه؟ قلت: لا، قال: فأنت إذا أعلم من موسى إذ يقول: هل أتبعك على أن تعلمني قال: هذا طعن على نبوة موسى، موسى ما كان محتاجا إليه في دينه، كلا ; إنما كان العلم الذي عند الخضر دنياويا ; سفينة خرقها، وغلاما قتله، وجدارا أقامه، وذلك كله لا يزيد في دين موسى، قال: فأنا أسألك.

قلت: أورد وعلي الإصدار بالحق بلا مثنوية قال: ما تفسير الله؟ قلت: ذو الإلهية، قال: وما هي؟ قلت: الربوبية، قال: وما الربوبية؟ قلت: المالك الأشياء كلها، قال: فقريش في جاهليتها كانت تعرف الله؟ قلت: لا، قال: فقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله.

قلت: لما أشركوا معه غيره قالوا، وإنما يعرف الله من قال: إنه لا شريك له. وقال تعالى: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون فلو كانوا يعبدونه ما قال: لا أعبد ما تعبدون إلى أن قال: فقلت: المشركون عبدة الأصنام الذين بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم عليا ليقرأ عليهم سورة براءة. قال: وما الأصنام؟ قلت: الحجارة. قال: والحجارة أتعبد؟ قلت: نعم، والعزى كانت تعبد وهي شجرة، والشعرى كانت تعبد وهي نجم.

قال: فالله يقول: أمن لا يهدي إلا أن يهدى فكيف تقول: إنها الحجارة؟ والحجارة لا تهتدي إذا هديت ; لأنها ليست من ذوات العقول. قلت: أخبرنا الله أن الجلود تنطق وليست بذوات عقول، قال: نسب إليها النطق مجازا. قلت: منزل القرآن يأبى ذلك فقال: اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم إلى أن قال: قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وما الفرق بين جسمنا والحجارة؟ ولو لم يعقلنا لم نعقل، وكذا الحجارة إذا شاء أن تعقل عقلت.