للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقدي: حدثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه، قال: لما صار محمد بن علي إلى المدينة، وبنى داره بالبقيع، كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه، فأذن له، فوفد عليه في سنة ثمان وسبعين إلى دمشق، فأنزله بقربه، وكان يدخل على عبد الملك في إذن العامة، فيسلم مرة ويجلس، ومرة ينصرف. فلما مضى شهر، كلم عبد الملك خاليا، فذكر قرابته ورحمه، وذكر دينا، فوعده بقضائه، ثم قضاه وقضى جميع حوائجه.

قلت: كان مائلا إلى عبد الملك لإحسانه إليه، ولإساءة ابن الزبير إليه.

قال الزبير بن بكار: سمته الشيعة المهدي، فأخبرني عمي مصعب قال: قال كثير عزة:

هو المهدي أخبرناه كعب

أخو الأحبار في الحقب الخوالي

فقيل له: ألقيت كعبا؟ قال: قلته بالتوهم وقال أيضا:

ألا إن الأئمة من قريش

ولاة الحق أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه هم

الأسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط إيمان وبر

وسبط غيبته كربلاء

وسبط لا تراه العين حتى

يقود الخيل يقدمها لواء

تغيب -لا يرى- عنهم زمانا

برضوى عنده عسل وماء

وقد رواها عمر بن عبيدة لكثير بن كثير السهمي.

قال الزبير كانت شيعة ابن الحنفية يزعمون أنه لم يمت، وفيه يقول السيد الحميري:

ألا قل للوصي فدتك نفسي

أطلت بذلك الجبل المقاما

أضر بمعشر والوك منا

وسموك الخليفة والإماما

وعادوا فيك أهل الأرض

طرا مقامك عنهم ستين عاما

وما ذاق ابن خولة طعم موت

ولا وارت له أرض عظاما

لقد أمسى بمورق شعب رضوى

تراجعه الملائكة الكلاما

وإن له به لمقيل صدق

وأندية تحدثه كراما

هدانا الله إذ خزتم لأمر

به وعليه نلتمس التماما

تمام مودة المهدي حتى

تروا راياتنا تترى نظاما

وللسيد الحميري:

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى