صنف كتاب " عارضة الأحوذي في شرح جامع أبي عيسى الترمذي " وفسر القرآن المجيد، فأتى بكل بديع، وله كتاب " كوكب الحديث والمسلسلات " وكتاب " الأصناف " في الفقه، وكتاب " أمهات المسائل "، وكتاب " نزهة الناظر " وكتاب " ستر العورة "، و " المحصول " في الأصول، و " حسم الداء في الكلام على حديث السوداء "، كتاب في الرسائل وغوامض النحويين، وكتاب " ترتيب الرحلة للترغيب في الملة " و " الفقه الأصغر المعلب الأصغر " وأشياء سوى ذلك لم نشاهدها.
واشتهر اسمه وكان رئيسا محتشما، وافر الأموال بحيث أنشأ على إشبيلية سورا من ماله.
حدث عنه: عبد الخالق بن أحمد اليوسفي الحافظ، وأحمد بن خلف الإشبيلي القاضي، والحسن بن علي القرطبي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الفهري، والحافظ أبو القاسم عبد الرحمن الخثعمي السهيلي، ومحمد بن إبراهيم بن الفخار، ومحمد بن يوسف بن سعادة، وأبو عبد الله محمد بن علي الكتامي، ومحمد بن جابر الثعلبي، ونجبة بن يحيى الرعيني، وعبد المنعم بن يحيى بن الخلوف الغرناطي، وعلي بن أحمد بن لبال الشريشي، وعدد كثير، وتخرج به أئمة، وآخر من حدث في الأندلس عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، أدخل الأندلس إسنادا عاليا، وعلما جما.
وكان ثاقب الذهن، عذب المنطق، كريم الشمائل، كامل السؤدد، ولي قضاء إشبيلية، فحمدت سياسته، وكان ذا شدة وسطوة، فعزل، وأقبل على نشر العلم وتدوينه.
وصفه ابن بشكوال بأكثر من هذا، وقال أخبرني أنه ارتحل إلى المشرق في سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وسمعت منه بقرطبة وبإشبيلية كثيرا.
وقال غيره: كان أبوه رئيسا وزيرا عالما أديبا شاعرا ماهرا، اتفق موته بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين فرجع ابنه إلى الأندلس.