قلت: الرجل في نفسه ثقة، حافظ، لكنه يدلس بلفظة " عن " و " قال " وقد كان صاحب تعبد وتهجد وما زال يطلب العلم حتى كبر وشاخ. وقد أخطأ من زعم أنه جاوز المائة، بل ما جاوز الثمانين، وقد كان شابا في أيام ملازمته لعطاء.
وقد كان شيخ الحرم بعد الصحابة: عطاء، ومجاهد، وخلفهما: قيس بن سعد، وابن جريج، ثم تفرد بالإمامة ابن جريج، فدون العلم، وحمل عنه الناس، وعليه تفقه مسلم بن خالد الزنجي، وتفقه بالزنجي الإمام أبو عبد الله الشافعي. وكان الشافعي بصيرا بعلم ابن جريج، عالما بدقائقه. وبعلم سفيان بن عيينة.
وروايات ابن جريج وافرة في الكتب الستة، وفي مسند أحمد، ومعجم الطبراني الأكبر، وفي الأجزاء.
قال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج، علمت أنه يخشى الله.
وقال ابن جريج: لم أسمع من الزهري، إنما أعطاني جزءا كتبته، وأجازه لي.
قال يحيى بن معين: ولاء ابن جريج لآل خالد بن أسيد الأموي. وقال يحيى بن سعيد: سمع ابن جريج من مجاهد حديث: فطلقوهن في قبل عدتهن. وسمع من طاوس قوله في محرم أصاب ذرات. قال: قبضات من طعام.
قال أبو عاصم النبيل: كان ابن جريج من العباد. كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر. وكان له امرأة عابدة. وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: استمتع ابن جريج بتسعين امرأة، حتى إنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلبا للجماع. وروي عن عبد الرزاق قال: كان ابن جريج يخضب بالسواد، ويتغلى بالغالية، وكان من ملوك القراء، خرجنا معه وأتاه سائل، فناوله دينارا.