وبه أخبرنا ابن جميع، حدثنا جعفر بن محمد الهمذاني، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ابن جريج، حدثني موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من جلس في مجلس كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم: سبحانك ربنا وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك -إلا غفر له ما كان في مجلسه هذا حديث صحيح غريب.
وفي تاريخ القاضي تاج الدين عبد الباقي: أن ابن جريج قدم وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه، فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة. فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر عمر بن أبي ربيعة
هيهات من أمة الوهاب منزلنا
إذا حللنا بسيف البحر من عدن
واحتل أهلك أجيادا فليس لنا
إلا التذكر أو حظ من الحزن
تالله قولي له في غير معتبة
ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها
فما أصبت بترك الحج من ثمن
قال: فبكى ابن جريج وانتحب، وأصبح إلى معن وقال: إن أردت بي خيرا فردني إلى مكة، ولست أريد منك شيئا. قال: فاستأجر له أدلاء، وأعطاه خمسمائة دينار، ودفع إليه ألفا وخمسمائة. فوافى الناس يوم عرفة.
عن ابن جريج قال: أقمت على عطاء إحدى وعشرين حجة، يخرج أبواي إلى الطائف وأقيم أنا تخوفا أن يفجعني عطاء بنفسه. قال بعض الحفاظ: لابن جريج نحو من ألف حديث -يعني المرفوع- وأما الآثار والمقاطيع والتفسير فشيء كثير.