للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان فقيها، إماما، مفتيا، من أئمة الحديث، وكان يقول: من قال: ابن علية، فقد اغتابني.

قلت: هذا سوء خلق - رحمه الله - شيء قد غلب عليه، فما الحيلة؟ قد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - غير واحد من الصحابة بأسمائهم مضافا إلى الأم، كالزبير ابن صفية، وعمار ابن سمية. قال مؤمل بن هشام: سمعت إسماعيل يقول: لقيت محمد بن المنكدر، وسمعت منه أربعة أحاديث - قلت: هو أكبر شيخ له - قال: فقلت: ذا شيخ!. فلما قدمت البصرة، إذا أيوب السختياني يقول: حدثنا محمد بن المنكدر

قال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحد يقدم في الحديث على ابن علية.

وقال أبو داود السجستاني: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا إسماعيل ابن علية، وبشر بن المفضل.

قال يحيى بن معين: كان ابن علية ثقة تقيا ورعا.

وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة يقول: إسماعيل ابن علية سيد المحدثين.

وقال عمرو بن زرارة النيسابوري: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة، فما رأيته تبسم فيها.

قلت: ما في هذا مدح ولكنه مؤذن بخشية وحزن.

قال عفان بن مسلم: حدثنا خالد بن الحارث قال: كنا نشبه ابن علية بيونس بن عبيد.

وقال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت البصرة، وما بها خلق يفضل على ابن علية في الحديث.

وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لإسماعيل ابن علية كتابا قط. وكان يقال: ابن علية بعد الحروف.

قال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل ابن علية إلا بشمائل يونس حتى دخل فيما دخل فيه.

قلت: يريد ولايته الصدقة. وكان موصوفا بالدين والورع والتأله، منظورا إليه في الفضل والعلم، وبدت منه هفوات خفيفة، لم تغير رتبته إن شاء الله.

وقد بعث إليه ابن المبارك بأبيات حسنة يعنفه فيها، وهي:

يا جاعل العلم له بازيا

يصطاد أموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها