وروى الخطيب في " تاريخه " أن الحديث الذي أخذ على إسماعيل شيء يتعلق بالكلام في القرآن.
دخل على الأمين محمد بن هارون، فشتمه محمد، فقال: أخطأت. وكان حدث بهذا الحديث: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما فقيل لابن علية: ألهما لسان؟ قال: نعم. فقالوا: إنه يقول: القرآن مخلوق، وإنما غلط.
قال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال: وهيب، ومازال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع، وتاب على رءوس الناس؟ قال: بلى، ولكن مازال لأهل الحديث بعد كلامه ذلك مبغضا، وكان لا ينصف في الحديث، كان يحدث بالشفاعات، وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني عليه، فلما رآني، غضب، وقال: من أدخل هذا علي؟.
قلت: معذور الإمام أحمد فيه.
قال الإمام أحمد: بلغني أنه أدخل على الأمين، فلما رآه، زحف، وجعل يقول: يا ابن الفاعلة تتكلم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك، زلة من عالم. ثم قال أحمد: إن يغفر الله له - يعني الأمين - فيها. ثم قال أحمد: وإسماعيل ثبت.
قال الفضل بن زياد: قلت: يا أبا عبد الله، إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا، لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود. فقال أحمد: عافى الله عبد الوهاب، ثم قال: لزمت إسماعيل عشر سنين إلى أن أعيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف. ثم قال: وكان لا ينصف في التحدث.