للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنونا بها بعدما

كنت دواء للمجانين

أين رواياتك فيما مضى

عن ابن عون وابن سيرين

ودرسك العلم بآثاره

في ترك أبواب السلاطين

تقول: أكرهت، فماذا كذا

زل حمار العلم في الطين

لا تبع الدين بالدنيا

كما يفعل ضلال الرهابين

وروى الخطيب في " تاريخه " أن الحديث الذي أخذ على إسماعيل شيء يتعلق بالكلام في القرآن.

دخل على الأمين محمد بن هارون، فشتمه محمد، فقال: أخطأت. وكان حدث بهذا الحديث: تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما فقيل لابن علية: ألهما لسان؟ قال: نعم. فقالوا: إنه يقول: القرآن مخلوق، وإنما غلط.

قال الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ فقال: وهيب، ومازال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم فيه إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع، وتاب على رءوس الناس؟ قال: بلى، ولكن مازال لأهل الحديث بعد كلامه ذلك مبغضا، وكان لا ينصف في الحديث، كان يحدث بالشفاعات، وكان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني عليه، فلما رآني، غضب، وقال: من أدخل هذا علي؟.

قلت: معذور الإمام أحمد فيه.

قال الإمام أحمد: بلغني أنه أدخل على الأمين، فلما رآه، زحف، وجعل يقول: يا ابن الفاعلة تتكلم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك، زلة من عالم. ثم قال أحمد: إن يغفر الله له - يعني الأمين - فيها. ثم قال أحمد: وإسماعيل ثبت.

قال الفضل بن زياد: قلت: يا أبا عبد الله، إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا، لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود. فقال أحمد: عافى الله عبد الوهاب، ثم قال: لزمت إسماعيل عشر سنين إلى أن أعيب، ثم جعل يحرك رأسه كأنه يتلهف. ثم قال: وكان لا ينصف في التحدث.