قلت: يشير إلى تلك الهفوة الصغيرة، وهذا من الجرح المردود، وقد اتفق علماء الأمة على الاحتجاج بإسماعيل بن إبراهيم العدل المأمون. وقد قال عبد الصمد بن يزيد مردويه: سمعت إسماعيل ابن علية يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقد كان بين ابن طبرزد وبين ابن علية أربعة أنفس في حديثين مشهورين من " الغيلانيات "، وهذا غاية في العلو، رواهما عن ابن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.
أخبرناه أحمد بن عبد السلام، وجماعة، كتابة بسماعهم من عمر بن طبرزد.
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، أخبركم محمد بن أحمد القطيعي، أخبرنا محمد بن عبيد الله، أخبرنا محمد بن محمد الهاشمي، أخبرنا أبو طاهر الذهبي، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا المؤمل بن هشام اليشكري، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا أيوب، عن محمد، قال: مكثت عشرين سنة يحدثني من لا أتهم أن ابن عمر طلق امرأته ثلاثا، وهي حائض، فأمر أن يراجعها، فجعلت لا أتهمهم، ولا أعرف الحديث حتى لقيت أبا غلاب يونس بن جبير الباهلي - وكان ذا ثبت - فحدثني أنه سأل ابن عمر فحدثه أنه طلقها واحدة، وهي حائض، فأمر أن يراجعها. قال: فقلت له: أفحسبت عليه؟ قال: فمه أو إن عجز.
قال أحمد، والفلاس، وزياد بن أيوب، ومحمود بن خداش وطائفة: مات ابن علية في سنة ثلاث وتسعين ومائة.
وقال يعقوب السدوسي: ابن علية ثبت جدا، توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة، سنة ثلاث وتسعين.