والحديث في " صحيح " البخاري حدثنا أدم، حدثنا شعبة، عن الأعمش، فهو يعلو لنا بدرجات، فكأني لقيت فيه الشيرازي.
قال شيرويه الديلمي في كتاب " الطبقات " له: كان الأمير أبو نصر يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا، قدم رسولا مرارا. سمعت منه، وكان حافظا متقنا، عني بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه. حضر مجلسه الكبار من شيوخنا، وسمعوا منه.
وقال أبو القاسم بن عساكر: وزر أبوه هبة الله لأمير المؤمنين القائم، وولي عمه الحسين قضاء القضاة ببغداد. . . إلى أن قال: وولد في شعبان سنة إحدى وعشرين كذا هنا سنة إحدى.
قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب، وقال: حتى أكشفه. وما راجعت ابن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ من كتاب.
قال أبو الحسن محمد بن مرزوق: لما بلغ الخطيب أن ابن ماكولا أخذ عليه في كتاب " المؤتنف "، وأنه صنف في ذلك تصنيفا، وحضر ابن ماكولا عنده، وسأله الخطيب عن ذلك، فأنكر، ولم يقر به، وأصر، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إن التصنيف كان في كمه، فلما مات الخطيب أظهره. وهو الكتاب الملقب ب " مستمر الأوهام ".
قال محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا، ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زي الكتبة، فلم نرفع به رأسا، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
قال أبو سعد السمعاني: كان ابن ماكولا لبيبا، عالما، عارفا، حافظا، يرشح للحفظ حتى كان يقال له: الخطيب الثاني. وكان نحويا مجودا، وشاعرا مبرزا، جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النقل، ما كان في البغداديين في زمانه مثله، طاف الدنيا، وأقام ببغداد.