للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن معين قال: كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه.

وقال أبو داود: صدوق.

قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول: إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله -عليه السلام-: من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار.

وقال نصر الجهضمي: كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث، كما يتقي أن يفسر القرآن.

قال المبرد: كان الأصمعي بحرا في اللغة، لا نعرف مثله فيها، وكان أبو زيد أنحى منه.

قيل لأبي نواس: قد أشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد، فقال: أما أبو عبيدة: فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي: فبلبل يطربهم بنغماته.

قال أبو العيناء: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع، فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قلت: جلد، فسأل أبا عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدا، فأمر بإحضار الكتابين، وأحضر فرسا، فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا، وضع يدك على موضع موضع، قال: لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب، فقال لي: قم فضع يدك. فقمت، فحسرت عن ذراعي وساقي، ثم وثبت، فأخذت بأذن الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء، وأقول: هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.

وعن ابن دريد: أن الأصمعي كان بخيلا، ويجمع أحاديث البخلاء.

وقال محمد بن سلام: كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي، فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا.

وعن الأصمعي قال: نلت ما نلت بالملح.

قلت: كتب شيئا لا يحصى عن العرب، وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة، فساد.