وروى ثعلب، عن أحمد بن عمر النحوي قال: قدم الحسن بن سهل، فجمع أهل الأدب، وحضرت، ووقع الحسن على خمسين رقعة، وجرى ذكر الحفاظ، فذكرنا الزهري وقتادة، فقال الأصمعي: فأنا أعيد ما وقع به الأمير على التوالي، فأحضرت الرقاع، فقال: صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا، واسمه كذا وكذا، ووقع له بكذا وكذا، والرقعة الثانية كذا، والثالثة. . . حتى مر على نيف وأربعين رقعة، فقال نصر بن علي الجهضمي: أيها المرء أبق على نفسك من العين.
وقد روى نحوها من وجه آخر، وقال: حسبك لا تقتل بالعين،
وقال: يا غلام، احمل معه خمسين ألفا.
قال عمرو بن مرزوق: رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران، فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.
وروي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمائة ألف.
وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة، وأكثر تواليفه مختصرات، وقد فقد أكثرها.
قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين.
وقال محمد بن المثنى والبخاري: سنة ست عشرة ويقال: عاش ثمانيا وثمانين سنة -رحمه الله.