حدثني صالح، حدثني علي، سمعت يحيى يقول: دخل محمد بن إسحاق على الأعمش، فكلموه فيه ونحن قعود، ثم خرج الأعمش وتركه في البيت. فلما ذهب قال الأعمش: قلت له: شقيق، فقال: قل: أبو وائل، قال: وقال: زودني من حديثك حتى آتي به المدينة. قال: قلت: صار حديثي طعاما. وكنت آتي شقيق بن سلمة، وبنو عمه يلعبون بالنرد والشطرنج، فيقول: سمعت أسامة بن زيد، وسمعت عبد الله، وهم لا يدرون فيم نحن؟.
حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: كان الأعمش إذا حدث ثلاثة أحاديث، قال: قد جاءكم السيل. يقول أبو بكر: وأنا مثل الأعمش.
قال: وحدثني الأعمش قال إبراهيم: من تأتي اليوم؟ قلت: أبا وائل. قال: أما إنه قد كان يعد من خيار أصحاب عبد الله، فقال لي أبو وائل: ما يمنعك أن تأتينا، فاعتذرت إليه، قال: أما إنه ما هو بأبغض إلي أن تأتيني. فقلت له: كم أكثر من كنت ترى عند إبراهيم؟ قال: ثلاثة، أربعة، اثنين.
حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش، قال: خرج مالك إلى متنزه له، فمطرت السماء، فرفع رأسه، فقال: لئن لم تكف لأوذينك. قال: فأمسك المطر. فقيل له: أي شيء أردت أن تصنع؟ قال: أن لا أدع من يوحده إلا قتلته. فعلمت أن الله يحفظ عبده المؤمن.
حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر، قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش به فأسلمته إلي وهو غلام فذكرت ذلك للأعمش فقال: ويل أمه ما أكبره!. ابن الأعرابي في " معجمه ": سمعت الدقيقي، سمعت علي بن الحسن بن سليمان، سمعت أبا معاوية، سمعت الأعمش يقول: تزوج جني إلينا فقلنا: إيش تشتهون من الطعام؟ قال: الأرز. فأتينا بالأرز. فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا. قلت: فيكم هذه الأهواء؟ قال نعم.