للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العباس بن الوليد البيروتي: حدثنا عبد الحميد بن بكار، عن محمد بن شعيب، قال: جلست إلى شيخ في الجامع، فقال: أنا ميت يوم كذا وكذا. فلما كان ذلك اليوم، أتيته، فإذا به يتفلى في الصحن، فقال: ما أخذتم السرير؟ - يعني النعش - خذوه قبل أن تسبقوا إليه. قلت: ما تقول - رحمك الله؟ قال: هو الذي أقول لك، رأيت في المنام كأن طائرا وقع على ركن من أركان هذه القبة، فسمعته يقول: فلان قدري، وفلان كذا، وعثمان بن أبي العاتكة: نعم الرجل، وعبد الرحمن الأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت يوم كذا وكذا، قال: فما جاءت الظهر حتى مات، وأخرج بجنازته.

قال الوليد بن مزيد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلا وهو قائم يصلي.

قال مروان الطاطري: قال الأوزاعي: من أطال قيام الليل، هون الله عليه وقوف يوم القيامة.

صفوان بن صالح، قال: كان الوليد بن مسلم يقول: ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة من الأوزاعي.

محمد بن سماعة الرملي: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبه النوم، استند إلى القتب.

وعن سلمة بن سلام قال: نزل الأوزاعي على أبي، ففرشنا له فراشا، فأصبح على حاله، ونزعت خفيه، فإذا هو مبطن بثعلب.

قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: حدثنا بشر بن المنذر، قال: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.

ابن زبر: حدثنا إسحاق بن خالد، سمعت أبا مسهر يقول: ما رئي الأوزاعي باكيا قط، ولا ضاحكا حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحيانا، كما روي في الحديث. وكان يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء. وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت، أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي، وتتفقد موضع مصلاه، فتجده رطبا من دموعه في الليل.