قال حمزة: سمعت الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر أن يصنف لنفسه سننا ويختار ويجتهد، فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كتب، ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي له أن يتقيد بكتاب محمد بن إسماعيل البخاري فإنه كان أجل من أن يتبع غيره، أو كما قال.
قلت: من جلالة الإسماعيلي أن عرف قدر " صحيح البخاري " وتقيد به.
قال الحاكم: كان الإسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء، وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين العلماء من الفريقين وعقلائهم في أبي بكر.
قال حمزة السهمي: سألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن الإسماعيلي وسيرته وتصانيفه، فكنت أخبره بما صنف من الكتب، وبما جمع من المسانيد والمقلين، وتخريجه على " صحيح البخاري "، وجميع سيرته، فتعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه والصيت الحسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم الحافظ ابن المظفر يحكون جودة قراءة أبي بكر. وقالوا: كان مقدما في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسا لا يقرأ غيره.
قال الإسماعيلي في " معجمه ": كتبت في صغري الإملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين، ولي يومئذ ست سنين. فهذا يدلك على أن أبا بكر حرص عليه أهله في الصغر.