قال السلمي: حدثنا محمد بن عبد الله بن شاذان: سمعت محمد بن علي الكتاني يقول: دخل الحلاج مكة، فجهدنا حتى أخذنا مرقعته، فأخذنا منها قملة، فوزناها، فإذا فيها نصف دانق من شدة مجاهدته.
قلت: ابن شاذان متهم، وقد سمعنا بكثرة القمل، أما كبر القمل فما وقع، ولو كان يقع لتداوله الناس.
قال علي بن المحسن التنوخي أخبرنا أبي: حدثني محمد بن عمر القاضي قال: حملني خالي معه إلى الحلاج، فقال لخالي: قد عملت على الخروج من البصرة. قال: ولم؟ قال: قد صيرني أهلها حديثا، حتى إن رجلا حمل إلي دراهم وقال: اصرفها إلى الفقراء، فلم يكن بحضرتي أحد، فجعلتها تحت بارية، فلما كان من غد احتف بي قوم من الفقراء، فشلت البارية وأعطيتهم تلك الدراهم، فشنعوا، وقالوا: إني أضرب بيدي إلى التراب فيصير دراهم. وأخذ يعدد مثل هذا، فقام خالي وقال: هذا متنمس.