للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو علي البرداني: حدثنا حافظ وقته أبو بكر الخطيب، وما رأيت مثله، ولا أظنه رأى مثل نفسه.

وقال السلفي: سألت شجاعا الذهلي عن الخطيب، فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله.

وعن سعيد المؤدب قال: قلت لأبي بكر الخطيب عند قدومي: أنت الحافظ أبو بكر؟ قال: انتهى الحفظ إلى الدارقطني.

قال ابن الآبنوسي: كان الحافظ الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه.

وقال المؤتمن: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.

محمد بن طاهر: حدثنا مكي بن عبد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور، أنه كان يختلف إليه صبي مليح، فتكلم الناس في ذلك، وكان أمير البلد رافضيا متعصبا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببا إلى الفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل، فيقتله، وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة في جماعة، ولم يمكنه أن يخالف الأمير، فأخذه، وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا، ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف بن أبي الجن فإذا حاذيت الدار، اقفز وادخل، فإني لا أطلبك، وأرجع إلى الأمير، فأخبره بالقصة. ففعل ذلك، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إلى الشريف أن يبعث به، فقال: أيها الأمير! أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله، وليس في قتله مصلحة، هذا مشهور بالعراق، إن قتلته، قتل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد. قال: فما ترى؟ قال: أرى أن ينزح من بلدك. فأمر بإخراجه، فراح إلى صور، وبقي بها مدة.

قال أبو القاسم بن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن علي الدمنشي إلى أمير الجيوش، فقال: هو ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع.