وعن أبي معاوية الضرير قال: صب على يدي بعد الأكل شخص لا أعرفه، فقال الرشيد: تدري من يصب عليك؟ قلت: لا، قال: أنا؛ إجلالا للعلم.
وعن الأصمعي: قال لي الرشيد وأمر لي بخمسة آلاف دينار: وقرنا في الملأ، وعلمنا في الخلاء، سمعها أبو حاتم من الأصمعي.
قال الثعالبي في " اللطائف ": قال الصولي: خلف الرشيد مائة ألف ألف دينار.
وقال المسعودي في " مروجه ": رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القلزم مما يلي الفرما فقال له يحيى البرمكي: كان يختطف الروم الناس من الحرم، وتدخل مراكبهم إلى الحجاز.
وعن إسحاق الموصلي أن الرشيد أجازه مرة بمائتي ألف درهم.
قال عبد الرزاق: كنت مع الفضيل بمكة، فمر هارون، فقال الفضيل: الناس يكرهون هذا، وما في الأرض أعز علي منه، لو مات لرأيت أمورا عظاما.
يحيى بن أبي طالب: حدثنا عمار بن ليث الواسطي، سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون، ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره. قال: فكبر ذلك علينا، فلما مات هارون، وظهرت الفتن، وكان من المأمون ما حمل الناس على خلق القرآن، قلنا: الشيخ كان أعلم بما تكلم.
قال الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره، وزراؤه البرامكة، وقاضيه القاضي أبو يوسف، وشاعره مروان بن أبي حفصة، ونديمه العباس بن محمد عم والده، وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس، ومغنيه إبراهيم الموصلي، وزوجته زبيدة.
قيل: إن هارون أعطى ابن عيينة مائة ألف درهم، وأعطى مرة أبا بكر بن عياش ستة آلاف دينار.
ومحاسنه كثيرة، وله أخبار شائعة في اللهو واللذات والغناء، الله يسمح له.
قال ابن حزم: أراه كان يشرب النبيذ المختلف فيه لا الخمر المتفق على حرمتها، قال: ثم جاهر جهارا قبيحا.