للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: حج غير مرة، وله فتوحات ومواقف مشهودة، ومنها فتح مدينة هرقلة ومات غازيا بخراسان، وقبره بمدينة طوس، عاش خمسا وأربعين سنة، وصلى عليه ولده صالح، توفي في ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة.

وزر له يحيى بن خالد مدة، وأحسن إلى العلوية، وحج سنة (١٧٣)، وعزل عن خراسان جعفر بن أشعث بولده العباس بن جعفر، وحج أيضا في العام الآتي، وعقد بولاية العهد لولده الأمين صغيرا، فكان أقبح وهن تم في الإسلام، وأرضى الأمراء بأموال عظيمة، وتحرك عليه بأرض الديلم يحيى بن عبد الله بن حسن الحسني وعظم أمره، وبادر إليه الرافضة، فتنكد عيش الرشيد واغتم، وجهز له الفضل بن وزيره في خمسين ألفا، فخارت قوى يحيى، وطلب الأمان، فأجابه ولاطفه، ثم ظفر به، وحبسه، ثم تعلل ومات، ويقال: ناله من الرشيد أربعمائة ألف دينار. وثار بالشام أبو الهندام المري.

واصطدمت قيس ويمن، وقتل خلق، فولى موسى بن يحيى البرمكي، فجاء، وأصلح بينهم.

وفي سنة (١٧٥) ولى خراسان الغطريف بن عطاء وولى مصر جعفرا البرمكي، واشتد الحرب بين القيسية واليمانية بالشام، ونشأ بينهم أحقاد وإحن إلى اليوم. وافتتح العسكر مدينة دبسة.

وفي سنة (٧٧) عزل جعفر عن مصر، وولي أخوه الفضل خراسان مع سجستان والري، وحج الرشيد.

وفي سنة ثمان هاجت الحوف بمصر، فحاربهم نائب مصر إسحاق، وأمده الرشيد بهرثمة بن أعين، ثم وليها هرثمة، ثم عزل بعبد الملك بن صالح العباسي.

وهاجت المغاربة فقتلوا أميرهم الفضل بن روح المهلبي، فسار إليهم هرثمة، فهذبهم.

وثار بالجزيرة الوليد بن طريف الخارجي، وعظم، وكثرت جيوشه، وقتل إبراهيم بن خازم الأمير، وأخذ إرمينية. وعدل عن الخبر.