للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحاكم أبو عبد الله: فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر الشعبي، دخلوا في جمهور همدان. وكان الشعبي توأما ضئيلا فكان يقول: إني زوحمت في الرحم.

قال: وأقام بالمدينة ثمانية أشهر هاربا من المختار، فسمع من ابن عمر وتعلم الحساب من الحارث الأعور، وكان حافظا وما كتب شيئا قط.

قال ابن سعد أنبأنا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني، حدثني أشياخ من شعبان، منهم محمد بن أبي أمية -وكان عالما- أن مطرا أصاب اليمن، فجحف السيل موضعا فأبدى عن أزج عليه باب من حجارة، فكسر الغلق ودخل، فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، فإذا عليه رجل شبرناه، فإذا طوله اثنا عشر شبرا، وإذا عليه جباب من وشي منسوجة بالذهب، وإلى جنبه محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية، له ضفران، وإلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية: باسمك اللهم رب حمير أنا حسان بن عمرو القيل إذ لا قيل إلا الله، عشت بأمل، ومت بأجل، أيام وخزهيد وما وخزهيد؟ هلك فيه اثنا عشر ألف قيل، فكنت آخرهم قيلا، فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني. وإلى جنبه سيف مكتوب فيه: أنا قيل بي يدرك الثأر.

شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي.

هشيم: أنبأنا إسماعيل بن سالم، عن الشعبي، قال: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين، إلا وقضيت عنه، ولا ضربت مملوكا لي قط، ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر الناس.

أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: ما رأيت أحدا قط كان أفقه من الشعبي. قلت: ولا شريح؟ فغضب وقال: إن شريحا لم أنظر أمره.