للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن المبارك، عن ابن عون: كان الشعبي منبسطا، وكان إبراهيم منقبضا ; فإذا وقعت الفتوى انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.

وقال سلمة بن كهيل: ما اجتمع الشعبي وإبراهيم إلا سكت إبراهيم.

أبو نعيم: حدثنا أبو الجابية الفراء، قال: قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء، ولكنا سمعنا الحديث فرويناه، ولكن الفقهاء من إذا علم عمل.

مالك بن مغول: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئا.

قلت: لأنه حجة على العالم، فينبغي أن يعمل به، وينبه الجاهل، فيأمره وينهاه ; ولأنه مظنة أن لا يخلص فيه، وأن يفتخر به ويماري به، لينال رئاسة ودنيا فانية.

الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن شبرمة: سئل الشعبي عن شيء فلم يجب فيه، فقال رجل عنده: أبو عمرو يقول فيه كذا وكذا. فقال: الشعبي: هذا في المحيا، فأنت في الممات علي أكذب.

قال ابن عائشة: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم - يعني رسولا - فلما انصرف من عنده قال: يا شعبي، أتدري ما كتب به إلي ملك الروم؟ قال: وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك، كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك. قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم يرك. أوردها الأصمعي. وفيها قال: يا شعبي، إنما أراد أن يغريني بقتلك. فبلغ ذلك ملك الروم فقال: لله أبوه، والله ما أردت إلا ذاك.