فلما دنوت من واسط، استقبلني ابن أبي مسلم، فقال: يا أبا عمرو، إني لأضن بك عن القتل، إذا دخلت على الأمير فقل كذا وقل كذا. فلما أدخلت عليه ورآني قال: لا مرحبا ولا أهلا، جئتني ولست في الشرف من قومك، ولا عريفا، ففعلت وفعلت، ثم خرجت علي. وأنا ساكت. فقال: تكلم. فقلت: أصلح الله الأمير، كل ما قلته حق، ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر، وتحلسنا الخوف، ولم نكن مع ذلك بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، فهذا أوان حقنت لي دمي، واستقبلت بي التوبة. قال: قد فعلت ذلك.
وقال الأصمعي: لما أدخل الشعبي على الحجاج قال: هيه يا شعبي. . فقال: أحزن بنا المنزل، واستحلسنا الخوف فلم نكن فيما فعلنا بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء. فقال: لله درك.
قال ابن سعد قال أصحابنا: كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج، ثم اختفى زمانا، وكان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج.