قال ابن سعد في الطبقة الثانية من المدنيين: كان ثقة، فقيها، كثير الحديث. وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو، من أهل دومة الجندل، أدركت حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أول كلبية نكحها قرشي.
وأرضعته أم كلثوم، فعائشة خالته من الرضاعة.
وروى الزهري، عن أبي سلمة، قال: لو رفقت بابن عباس، لاستخرجت منه علما كثيرا.
قال سعد بن إبراهيم: كان أبو سلمة يخضب بالسواد.
شعبة: عن أبي إسحاق، قال: أبو سلمة في زمانه خير من ابن عمر في زمانه.
وقال أبو زرعة: ثقة، إمام.
وقال مالك: كان عندنا من رجال أهل العلم، اسم أحدهم كنيته ; منهم: أبو سلمة.
وقال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي: قدم علينا البصرة أبو سلمة في إمارة بشر بن مروان، وكان رجلا صبيحا، كأن وجهه دينار هرقلي.
قال الزهري: أربعة من قريش وجدتهم بحورا: عروة، وابن المسيب، وأبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله. قال: وكان أبو سلمة كثيرا ما يخالف ابن عباس، فحرم لذلك منه علما كثيرا. قاله الزهري.
عقيل، عن ابن شهاب: قدمت مصر على عبد العزيز -يعني متوليها- وأنا أحدث عن سعيد بن المسيب، فقال لي إبراهيم بن قارظ: ما أسمعك تحدث إلا عن سعيد! فقلت: أجل. فقال: لقد تركت رجلين من قومك لا أعلم أكثر حديثا منهما: عروة، وأبو سلمة. قال: فلما رجعت إلى المدينة وجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء.
قلت: لم يكثر عن أبي سلمة وهو من عشيرته ; ربما كان بينهما شيء، وإلا فما أبو سلمة بدون عروة في سعة العلم.
قال ابن سعد توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين. في خلافة الوليد وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وقال الواقدي في وفاته وسنه ما لا يتابع عليه فقال: مات سنة أربع ومائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
وقال الهيثم بن عدي في وفاته كالأول.