للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا الأخنسي، سمعت أبا بكر يقول: كنت مع منصور جالسا في منزله، فتصيح به أمه، وكانت فظة عليه، فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى، وهو واضع لحيته على صدره، ما يرفع طرفه إليها.

قال يحيى بن معين: منصور أثبت من الحكم.

يحيى القطان، عن الثوري قال: لو رأيت منصور بن المعتمر، لقلت: يموت الساعة.

وقال زائدة: امتنع منصور من القضاء، فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيد، فجاءه خصمان، فقعدا، فلم يسألهما ولم يكلمهما، فقيل ليوسف بن عمر: لو نثرت لحمه لم يل القضاء، فتركه. يحيى القطان عن شعبة: سألت منصورا وأيوب عن القراءة، يعني: قراءة الحديث، فقالا: جيدة. ابن معين: سمعت جريرا يقول: كان منصور إذا رأى معي رقعة، يقول: لا تكتب عني، فأتركه، وآتي مغيرة.

قال العلاء بن سالم: كان منصور يصلي في سطحه، فلما مات، قال غلام لأمه: يا أمه الجذع الذي في سطح آل فلان، ليس أراه، قالت: يا بني ليس ذاك بجذع، ذاك منصور، وقد مات -رحمه الله.

قال خلف بن تميم: حدثنا زائدة، أن منصورا صام أربعين سنة، وقام ليلها، وكان يبكي، فتقول له أمه يا بني: قتلت قتيلا؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح، كحل عينيه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه وخرج إلى الناس.

وذكر سفيان بن عيينة منصورا، فقال: قد كان عمش من البكاء. وعن مفضل قال: حبس ابن هبيرة منصورا شهرا على القضاء يريده عليه، فأبى، وقيل: إنه أحضر قيدا ليقيده به، ثم خلاه.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة، لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد، أكره على القضاء فقضى شهرين، قال: وفيه تشيع قليل وكان قد عمش من البكاء.

قلت: تشيعه حب وولاء فقط.

قال أبو حاتم الرازي: الأعمش حافظ، يدلس ويخلط، ومنصور أتقن منه، لا يخلط ولا يدلس.