وقال أبو عمرو بن الصلاح: فصل لبيان أشياء مهمة أنكرت على أبي حامد: ففي تواليفه أشياء لم يرتضها أهل مذهبه من الشذوذ، منها قوله في المنطق: هو مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط به، فلا ثقة له بمعلوم أصلا. قال: فهذا مردود، إذ كل صحيح الذهن منطقي بالطبع، وكم من إمام ما رفع بالمنطق رأسا.
فأما كتاب " المضنون به على غير أهله " فمعاذ الله أن يكون له، شاهدت على نسخة به بخط القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري أنه موضوع على الغزالي، وأنه مخترع من كتاب " مقاصد الفلاسفة "، وقد نقضه الرجل بكتاب " التهافت ".
وقال أحمد بن صالح الجيلي في " تاريخه ": أبو حامد لقب بالغزالي، برع في الفقه، وكان له ذكاء وفطنة وتصرف، وقدرة على إنشاء الكلام، وتأليف المعاني، ودخل في علوم الأوائل.
إلى أن قال: وغلب عليه استعمال عباراتهم في كتبه، واستدعي لتدريس النظامية ببغداد في سنة أربع وثمانين، وبقي إلى أن غلبت عليه الخلوة، وترك التدريس، ولبس الثياب الخشنة، وتقلل في مطعومه.
إلى أن قال: وجاور بالقدس، وشرع في " الإحياء " هناك - أعني بدمشق - وحج وزار، ورجع إلى بغداد، وسمع منه كتابه " الإحياء "، وغيره، فقد حدث بها إذا، ثم سرد تصانيفه.