أنبأنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا حنبل، أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا الفضل بن الحباب، حدثنا القعنبي، حدثنا شعبة، حدثنا منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت.
وروى محمد بن علي بن المديني، عن أبيه قال: لا يقدم أحد من رواة " الموطأ " على القعنبي.
قلت: حد الولي الرسوخ في العلم والعمل مثل القعنبي.
وقال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر أخشع منه، سألناه أن يقرأ علينا " الموطأ " فقال: تعالوا بالغداة، فقلنا: لنا مجلس عند حجاج بن منهال، قال: فإذا فرغتم منه. قلنا: نأتي حينئذ مسلم بن إبراهيم. قال فإذا فرغتم. قلنا: نأتي أبا حذيفة النهدي. قال: فبعد العصر. قلنا: نأتي عارما أبا النعمان، قال: فبعد المغرب. فكان يأتينا بالليل، فيخرج علينا، وعليه كبل ما تحته شيء في الصيف، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ.
قال يحيى بن معين: ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيعا والقعنبي.
قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري: سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: ما لك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: كان شعبة يستثقلني، فلا يحدثني. يعني حديث: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
والحديث يقع عاليا في جزء الغطريف لابن البخاري.
قال عبد الله الخريبي -وكان كبير القدر-: حدثني القعنبي، عن مالك، وهو والله عندي خير من مالك.
قال عمرو بن علي الفلاس: كان القعنبي مجاب الدعوة.
وقال عثمان بن سعيد: سمعت علي بن المديني وذكر أصحاب مالك، فقيل له: معن ثم القعنبي، قال: لا بل القعنبي ثم معن.