للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن يحيى بن أكثم: كان المأمون يحلم حتى يغيظنا، قيل: مر ملاح، فقال: أتظنون أن هذا ينبل عندي وقد قتل أخاه الأمين؟! فسمعها المأمون، فتبسم، وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل؟.

قيل: أهدى ملك الروم للمأمون نفائس، منها مائة رطل مسك، ومائة حلة سمور. فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام.

وقيل: أدخل خارجي على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال: قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: ألك علم بأنها منزلة؟ قال: نعم. قال: وما دليلك؟

قال: إجماع الأمة. قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت. السلام عليك يا أمير المؤمنين.

الغلابي: حدثنا مهدي بن سابق قال: دخل المأمون ديوان الخراج، فرأى غلاما جميلا على أذنه قلم، فأعجبه جماله، فقال: من أنت؟ قال: الناشئ في دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك يا أمير المؤمنين، حسن بن رجاء، فقال: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول، ثم أمر برفع رتبته، وأمر له بمائة ألف. وعن المأمون قال: أعياني جواب ثلاثة:

صرت إلى أم ذي الرياستين الفضل بن سهل أعزيها فيه، وقلت: لا تأسي عليه، فإني عوضه لك، قالت: يا أمير المؤمنين، وكيف لا أحزن على ولد أكسبني مثلك.

قال: وأتيت بمتنبئ، فقلت: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران. قلت: ويحك، موسى كانت له آيات، فائتني بها حتى أومن بك. قال: إنما أتيت بالمعجزات فرعون، فإن قلت: أنا ربكم الأعلى كما قال، أتيتك بالآيات.