للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرض بل إنما نفي من أرض دون أرض. وإذا كان ذلك كذلك. وكان الله - جل ثناؤه - إنما أمر بنفيه من الأرض كان معلوما أنه لا سبيل إلى نفيه من الأرض إلا بحبسه في بقعة منها عن سائرها فيكون منفيا حينئذ عن جميعها إلا مما لا سبيل إلى نفيه منه.

القول في تأويل قوله: {ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (١) يعني - جل ثناؤه - بقوله " ذلك " هذا الجزاء الذي جازيت به الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا في الدنيا من قتل أو صلب أو قطع يد ورجل من خلاف لهم، يعني لهؤلاء المحاربين خزي في الدنيا يقول هو لهم شر وعار وذلة ونكال وعقوبة في عاجل الدنيا قبل الآخرة، يقال منه: أخزيت فلانا فخزي هو خزيا، وقوله: {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٢) يقول - عز ذكره - لهؤلاء الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فلم يتوبوا من فعلهم ذلك حتى هلكوا في الآخرة مع الخزي الذي جازيتهم به في الدنيا والعقوبة التي عاقبهم بها فيها - عذاب عظيم يعني عذاب جهنم.


(١) سورة المائدة الآية ٣٣
(٢) سورة المائدة الآية ٣٣