للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر من قال ذلك.

حدثنا ابن حميد قال: ثنا يحيى بن واضح عن الحسين بن واقد عن يزيد النحوي ?عن عكرمة والحسن البصري قالا: قوله {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ} (١) إلى قوله: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢) نزلت هذه الآية في المشركين فمن تاب منهم من قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل، وليس تحرز هذه الآية الرجل المسلم من الحد إن قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله، ثم لحق بالكفار قبل أن يقدر عليه ذلك يقام عليه الحد الذي أصاب.

حدثنا بشار قال: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣) قال: هذا لأهل الشرك إذا فعلوا شيئا في شركهم؛ فإن الله غفور رحيم إذا تابوا وأسلموا.

وقال آخرون: بل هذه الآية معني بالحكم بها المحاربون الله ورسوله الحراب من أهل الإسلام من قطع منهم الطريق، وهو مقيم على إسلامه ثم استأمن فأومن على جناياته التي جناها، وهو للمسلمين حرب، ومن فعل ذلك منهم مرتدا عن الإسلام، ثم لحق بدار الحرب ثم استأمن فأومن، قالوا: فإذا أمنه الإمام على جناياته التي سلفت لم يكن قبله لأحد تبعة في دم ولا مال أصابه قبل توبته وقبل أمان الإمام إياه.

ذكر من قال ذلك

حدثني علي بن سهل قال: ثنا الوليد قال: أخبرني أبو أسامة عن أشعث (٤) بن سوار عن عامر الشعبي أن حارثة بن بدر خرج محاربا فأخاف السبيل وسفك الدم وأخذ الأموال ثم جاء تائبا من قبل أن يقدر عليه فقبل علي بن أبي طالب - عليه السلام - توبته وجعل له أمانا منشورا على ما كان أصاب من دم أو مال.

حدثني المثنى قال: ثنا عمرو بن عون، قال أخبرنا هشيم عن مجالد (٥) عن الشعبي أن حارثة بن بدر حارب في عهد علي بن أبي طالب فأتى الحسن بن علي - رضوان الله عليهما -.


(١) سورة المائدة الآية ٣٣
(٢) سورة المائدة الآية ٣٤
(٣) سورة المائدة الآية ٣٤
(٤) أشعث بن سوار الكندي قاضي الأهواز قال ابن حجر في التقريب: هو ضعيف
(٥) مجالد هو ابن سعيد الهمداني قال ابن حجر: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره