وقال أبو عتاب الدلال: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير، عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: كنا جلوسا وأبو بكرة وأخوه نافع، وشبل، فجاء المغيرة، فسلم على أبي بكرة، فقال: أيها الأمير! ما أخرجك من دار الإمارة؟ قال: أتحدث إليكم. قال: بل تبعث إلى من تشاء. ثم دخل، فأتى باب أم جميل العشية، فدخل. فقال أبو بكرة: ليس على هذا صبر. وقال لغلام: ارتق غرفتي، فانظر من الكوة. فانطلق، فنظر وجاء، فقال: وجدتهما في لحاف، فقال للقوم: قوموا معي، فقاموا، فنظر أبو بكرة فاسترجع، ثم قال لأخيه: انظر ; فنظر، فقال: رأيت الزنا محضا؟ قال: وكتب إلى عمر بما رأى، فأتاه أمر فظيع. فبعث على البصرة أبا موسى، وأتوا عمر، فشهدوا حتى قدموا زيادا، فقال: رأيتهما في لحاف واحد، وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراءه. فكبر عمر، وضرب القوم إلا زيادا. شعبة، عن مغيرة، عن سماك بن سلمة قال: أول من سلم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة. يعني قول المؤذن عند خروج الإمام إلى الصلاة: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته.
عن ابن سيرين، كان الرجل يقول للآخر: غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة، عزله عن البصرة، فولاه الكوفة. قال الليث: وقعة أذربيجان كانت سنة اثنتين وعشرين، وأميرها المغيرة بن شعبة. وقيل: افتتح المغيرة همذان عنوة.
قال الليث: وحج بالناس المغيرة سنة أربعين. جرير بن عبد الحميد: عن مغيرة ; أن المغيرة بن شعبة قال لعلي حين قتل عثمان: اقعد في بيتك ولا تدع إلى نفسك، فإنك لو كنت في جحر بمكة لم يبايعوا غيرك. وقال لعلي: إن لم تطعني في هذه الرابعة، لأعتزلنك، ابعث إلى معاوية عهده، ثم اخلعه بعد. فلم يفعل، فاعتزله المغيرة باليمن. فلما شغل علي ومعاوية، فلم يبعثوا إلى الموسم أحدا ; جاء المغيرة، فصلى بالناس، ودعا لمعاوية.