للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال يعقوب بن شيبة: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.

وعن أبي حذافة السهمي قال: كان للواقدي ست مائة قمطر كتب.

قال إبراهيم الحربي: سمعت المسيبي يقول: رأينا الواقدي يوما جالسا إلى أسطوانة في مسجد المدينة، وهو يدرس، فقلنا: أي شيء تدرس؟ فقال: جزئي من المغازي. وقلنا يوما له: هذا الذي تجمع الرجال تقول: حدثنا فلان وفلان، وجئت بمتن واحد، لو حدثتنا بحديث كل واحد على حدة، فقال: يطول. قلنا له: قد رضينا، فغاب عنا جمعة، ثم جاءنا بغزوة أحد، في عشرين جلدا، فقلنا: ردنا إلى الأمر الأول.

قال أبو بكر الخطيب: كان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه، وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن. فأنبأني الحسين بن محمد الرافقي حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس، فامتنع، قال: لا بد، فقال: والله ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى بلغ النصف منها، فإذا حفظه، ابتدأ بالنصف الثاني، فإذا حفظه، نسي الأول، فأتعب المأمون، ونعس، فقال لعلي بن صالح: حفظه أنت، قال علي: ففعلت، فبقي كلما حفظته شيئا، نسي شيئا، فاستيقظ المأمون، فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته، فقال: هذا رجل يحفظ التأويل، ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم، واقرأ أي سورة شئت.

فهذه حكاية مرسلة، والبربري: فحافظ.

قال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت أبا بكر الصاغاني - وذكر الواقدي - فقال: والله لولا أنه عندي ثقة، ما حدثت عنه، قد حدث عنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وسمى غيرهما.

وقال إبراهيم الحربي: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: الواقدي ثقة مأمون.