وروى حسين بن فهم عن أحمد بن مسبح: حدثنا عبيد الله بن عبد الله، قال: قال لي الواقدي: حج هارون الرشيد، فورد المدينة، فقال ليحيى بن خالد: ارتد لي رجلا عارفا بالمدينة والمشاهد، وكيف كان نزول جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن أي وجه كان يأتيه، وقبور الشهداء، فسأل يحيى، فكل أحد دله علي، فبعث إلي فأتيته، فواعدني إلى عشاء الآخرة، فإذا شموع، فلم أدع مشهدا ولا موضعا إلا أريتهما، فجعلا يصليان، ويجتهدان في الدعاء، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر، ثم أمر لي بكرة بعشرة آلاف درهم، وقال لي الوزير: لا عليك أن تلقانا حيث كنا، قال: فاتسعنا، وزوجنا بعض الولد، ثم إن الدهر أعضنا، فقالت لي أم عبد الله: ما قعودك؟ فقدمت العراق، فسألت عن أمير المؤمنين، فقالوا: هو بالرقة، فمضيت إليها، وطلبت الإذن على يحيى، فصعب، فأتيت أبا البختري، وهو في عارف، فقال: أخطأت على نفسك، وسأذكرك له، وقلت نفقتي، وتخرقت ثيابي، فرجعت مرة في سفينة، ومرة أمشي حتى وردت السيلحين.